ربما تأسر الصورة قلبك بين عينيك، فتتيه في أطيافها.. وتظن أن الكلمة لا يمكن أن تفي بالمعنى، وأن البيان لا يحيط باللقطة... حتى إذا طرقت بابك كلمة شاعر، كأنها نفث السحر في سلطانه... يتقزم الخيال بين يديها، وتخور القوى على بابها، ويذوب القلب في وهجها، وتحلق الروح إلى آفاقها، وتظل مفتونـًا بها، تـُجاذبك لطائفها، وتخاتلك وساوسها، فتنقاد لك تارة لتغريك، وتتأبى عليك تارات لتغويك، فتحيى مع كلمة.. تـُسقمك وتـَشفيك، وتـُظمئك وتـَرويك، وتـَمنعك وتـُعطيك.. فلا ترى الصورة بين يديها إلا هباءً...

الصورة... تراها كل عين، وإن كان لكل عين منها قَدَرها... أما الكلمة فلا يـُقبل عليها إلاَّ أهلها، ولا يأنس بها إلا أصفياؤها...

 قد تـَعـجَز الكلماتُ... ولكنها قد تُـعـجِز... وربما يظل القلب بين الكلمة والصورة... ينهل منهما وهو لا يدري بأيهما يظمأ وبأيهما يروى ..



*          *          *







ما أضيقَ العيشَ... لولا فُسحة الأملِ