ملخص - تقييد النفي في القرآن الكريم

(تقييد النفي في القرآن الكريم دراسةٌ بلاغية)

بحث مقدم لنيل درجة الماجستير في البلاغة العربية، من قسم الدراسات العليا/ فرع الأدب، في كلية اللغة العربية، بجامعة أم القرى 1425ﻫ، إعداد/ ياسر بن محمد بن سالم بابطين.

يتناول البحثُ صورةً من صور النفي، وهي نفي الشيء مقيداً مع انتفاء أصله، وهي صورةٌ واردةٌ في الكلام البليغ كقوله تعالى )وَمَا رَبُّكَ بِظَلامٍ لِّلْعَبِيدِ ( فنفى المبالغة في الظلم مع أن أصله منفي عنه سبحانه، وما دام هذا الكلام على خلاف الظاهر، فلا بد له من أسرار ولطائف، والنهي في ذلك تبع للنفي لأنه فرعٌ عنه فهل قوله تعالى )وَلاَ تَكُونُواْ أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي ثَمَناً قَلِيلاً ( نهاهم فيه عن السبق إلى الكفر وأباحه لهم غير سابقين إليه، أو نهاهم عن الثمن القليل، فلو كَثُر فدونهم؟ لا شك أنه لم يرد ذلك، وللوصف شأنٌ آخر، هو المضمار الذي اخترته لبحثي.

وقد قسمتُ هذا البحث إلى: تمهيد: تناولت فيه معنى النفي والنهي وأدواتهما والعلاقة بينهما. ثم ثلاثة فصول، أولها: في الأساليب البلاغية المختصة بجملة النفي: وهي فنون السلب والإيجاب، ونفي الشيء بإيجابه. وثانيها: في التقييد في جملة النفي وفيه معنى التقييد والإطلاق، واختلاف النصوص باعتبارهما، ومفهوم المخالفة وحجيته عند الأصوليين، ثم أحوال النفي في القرآن باعتبار التقييد، فأنواع هذا التقييد في جملة النفي. وثالثها فيه جمع لأغلب شواهد القيد غير المخصص في القرآن مع محاولة بيان أسراره البلاغية في المقيد بما يفيد المبالغة أو بالصفة أو الحال أو الجار والمجرور أو الشرط أو العدد أو المنفي بنفي لازمه.

وقد تبيّن لي أن وراء هذا الأسلوب فوائد معنويةً جليلةً من أبرزها: الإشعار بالتلازم بين المقيد وقيده، أو إقامة نفي اللازم برهاناً على نفي ملزومه، أو التعريض بما يخالف مقتضى الكلام، إلى غير ذلك... كما أن تخريج الكلام على هذا الأسلوب يشترط له القرينة الصارفة إلى خلاف الظاهر. ومصدر هذه القرينة دلالة العقل واللغة وحال الخطاب والمخاطبين وقتَ النزول. وبقي أن نوعاً من التقييد لا يزال بحاجةٍ إلى مزيد بحث، وهو القيد الراجع إلى نظم الجملة، وترتيب أجزائها. 


آخر تحديث
1/17/2011 8:45:26 PM