محاضرات الأسلوب 345

تنبيه: هذه مجرد رؤوس أقلام.. ولابد من الإلمام بمضمونها والقدرة على إيضاحها من خلال مراجعة الكتاب أو تلخيص المحاضرات

الجزء الأول:

أولا: أصل الأسلوب في اللغة وإطلاقاته:

أصل الأسلوب في اللغة: الطريق الممتد، وسطر النخيل (هذا هو البعد المادي لمعنى الأسلوب)، إلا أن أكثر إطلاقاته شيوعا ما ارتبط بأساليب القول وأفانينه، فالأسلوب: الفن والمذهب والوجه.. (وهذا هو البعد الفني).

ثانيا: إثراء مفهوم "الأسلوب" في التراث النقدي

أ) المشارقة

1)      ابن قتيبة  ( نص  صـ 11 )

  • ربط معرفة الإعجاز بفهم مذاهب العرب، وافتنانها في الأساليب .
  • أرجع تنوع الأساليب إلى ثلاثة أمور :
  1. اختلاف الموقف .
  2. طبيعة الموضوع
  3. قدرة المتكلم

2)      الخطابي    ( نص صـ 14 )

  • في أثناء دراسته للإعجاز اعتنى بتفاوت الكلام واختلاف منازله، ونبه على أن المفاضلة بين شاعرين في الأسلوب لا علاقة لها بمقاصدهما وموضوعات شعرهما وإنما يكون قياس كل أسلوب فيما يعنى به، وقد وضع لهذه المقاييس ثلاثة معايير :
  1. تقصي المعنى .
  2. حسن التخلص .
  3. الإصابة و الدقة .

3)      عبد القاهر الجرجاني

  • ما المقصود بالنظم عند عبد القاهر، وضح بالمثال .
  • تمر عملية الإبداع عند عبد القاهر بمرحلتين، ما هما؟ وضح بالمثال. ص55
  • تظهر إمكانات اللغة وتفاضل صور الكلام من خلال دراسة الاختيار والتوخي في النص على مستويين: عمودي (الاستبدال: أي النظر في مزية الكلمة المختارة على سائر الاحتمالات الممكنة، لماذا قالها ولم يقل كلمة أخرى ترادفها أو تقاربها في المعنى) وأفقي (التجاور والتعلق: أي النظر في ترتيب الجملة وبنائها، ودلالات التقديم والتأخير، والذكر والحذف، والإسناد والتقييد ...) ... ص50 وما بعدها، وص187

*                            *                            *


ب) المغاربة:

1)      حازم القرطاجني     ( نص صـ 28 )

  • مفهوم الأسلوب عنده مرتبط بالمعاني  والنظم مرتبط باللفظ: "الأسلوب هيئة تحصل عن التأليفات المعنوية، والنظم هيئة تحصل عن التأليفات اللفظية"
  • ويرجع الأسلوب إلى:

1.  كيفية الاستمرار في أوصاف جهة من جهات القول على صورة و هيئة .

2.  كيفية الاطراد من أوصاف جهة إلى جهة.

2)      ابن خلدون    ( نص صـ 32 )

  • الأسلوب هو المنوال الذي ينسج فيه التراكيب .
  • يرجع إلى صورة ذهنية للتراكيب المنتظمة كلِّيةً باعتبار انطباقها على تركيب خاص ، وتلك الصورة بنزعها الذهن من أعيان التراكيب وأشخاصها ، ويصيرها في الخيال كالقالب أو المنوال .

*                                      *                            *

ثالثا: إثراء مفهوم "الأسلوب" في الدراسات العربية الحديثة

1)      مصطفى صادق الرافعي :

  • عالج الرافعي جملة من قضايا الأسلوب في كتابه "إعجاز القرآن".
  • تأثر الرافعي بعبد القاهر الجرجاني تأثراً كبيراً من خلال كتابيه "دلائل الإعجاز"  و "أسرار البلاغة".
  • أفصح الكلام وأبلغه وأجمعه لحر اللفظ ونادر المعنى هو الجدير بأن يطلق عليه كلمة "الأسلوب".
  • عملية القصد و الوعي في توخي تصاريف الألفاظ، وتنقيح الكلام لا تتعارض مع كون الأسلوب صفة مكفولة بالفطرة الخالصة، دون تعسف أو تكلف ...
  • ربط الأسلوب بمبدعه: جوهر الاختلاف بين الأساليب الكتابية إنما هو صورة الفرق الطبيعي الذي يكون به اختلاف الأمزجة ...
  • جعل اللغة قسمين: اللغة العامة،  اللغة الخاصة. (اشرح كلامه ، و اربطه بمستويي النظم عند عبد القاهر)
  • النسق البليغ لابد أن تتوفر له ثلاثة أصوات:

1.  صوت النفس

2.  صوت العقل

3.  صوت الحس

2)      أحمد حسن الزيات

في كتابه "دفاع عن البلاغة" عالج قضايا أسلوبية من ذلك:

  • عرف الأسلوب بأنه: طريقة الكاتب أو الشاعر الخاصة في اختيار الألفاظ، وتأليف الكلام.
  • الربط بين اللغة و صفات الأمة.
  • ناقش قضية اللفظ والمعنى واختار أن اللفظ و المعنى كالروح والجسد متحدان لا يمكن معالجة أحدهما مستقلاً عن الآخر.
  • نبه إلى أن ترتيب الألفاظ في النطق يكون بترتيب المعاني في الذهن (اربطه بكلام عبد القاهر).
  • للأسلوب صفات ثلاثة جامعة :
  1. الأصالة : تمثل شخصية الكاتب الخاصة في الفكرة و الصورة وتقوم على ركنين : خصوصية اللفظ ، طرافة العبارة .
  2. الوجازة ...
  3. التلاؤم ...

3)      أحمد الشايب

كتابه "الأسلوب" لقي قبولاً واسعاً لدى دارسي الأدب، وقد مزج فيه بين الدرس البلاغي و النقدي التراثي والدرس النقدي الحديث بما تضمنه من نظريات النقد الغربية ...

  • ما الذي تدرسه علوم البلاغة الثلاثة ؟
  • التردد في تعريف الأسلوب: طريقة التعبير - طريقة التفكير و التصوير - " الصورة اللفظية التي يعبر بها عن المعاني أو نظم الكلام و تأليفه لأداء الأفكار وعرض الخيال أو العبارات اللفظية المنسقة لأداء المعاني "
  • تقسيم النص إلى : فكرة - عاطفة - وسائل تعبرية ؟
  • خطوات الإبداع :
  1. اختيار الفن الأدبي .
  2. اختيار المعاني و الأفكار ثم ترتيبها منطقياً
  • الأسلوب العلمي يتكون من: الأفكار – العبارات.
  • الأسلوب الأدبي: يصور الانفعال ويضيق دائرة الأفكار.
  • قارن بين النثر والشعر أسلوبيا   ( صـ 111 )
  • صفات الأسلوب: الوضوح - القوة - الجمال  (اشرح)

الجزء الثاني

أولا: نشأة الأسلوبية (نظرة تاريخية):

  • يحف دراسة النص ثلاث مخاوف:
  1. أن تتحول إلى قواعد تعليمية جافة.
  2. أن تتحول إلى أشكال ضبابية لا تفرز قيما فنية.
  3. أن تتحول إلى عملية إحصاء ميتة تقتل في النص الأدبي أدبيته.
  • من ملامح التقار بين التراث النقدي والأسلوبية: التمازج بين علوم النقد والبلاغة والنحو... التركيز على النص؛ فهي غالبا ما تبدأ منه وتنتهي إليه.
  • ارتبطت كلمة الأسلوب في التراث النقدي العربي بعدة قضايا ومفاهيم:
  1. طرق العرب في أداء المعنى.
  2. العلاقة بين المعنى والنوع الأدبي وطرق صياغته.
  3. العلاقة بين المعنى ومبدعه.
  4. العلاقة بين المعنى والغرض الذي يقصده.
  • وضع "دي سوسير" أسس علم اللغة الحديث في القرن التاسع عشر الميلادي، وتتلخص في:
  1. العلاقة بين اللغة والحديث.
  2. تحليل الرموز اللغوية، باعتبارها إنما ترتبط بصورة ذهنية لدى المتكلم، وعلاقتها بالموجودات علاقة تعسفية (اعتباطية).
  3. دراسة التركيب العام للنظام اللغوي، لأن الكلمة المفردة لا تمثل بناء لغويا.
  4. دراسة اللغة دراسة وصفية في فترة زمنية محددة، والتفريق بين هذا المنهج وبين الدراسة التاريخية للغة.
  • تأسست قواعد الأسلوبية كعلم على يد "بالي" تلميذ "دي سوسير".
  • استمرت مفاهيم الأسلوبية واتجاهاتها في النضج بصورة تراكمية بعد سوسير وبالي على يد علماء ومدارس، مثل المدرسة الفرنسية والمدرسة الألمانية، والشكليين الروس ...
  • استثمر "جاكبسون" العلاقة بين اللغة والأدب، وسمى العلاقات السياقية (علاقات المجاورة)، وأطلق على العلاقات الإيحائية (علاقات التشابه).

ثانيا: علم الأسلوب واتجاهاته:

  • في مطلع القرن العشرين ولد تحت مصطلح الأسلوبية مفهومان:
  1. دراسة الصلة بين الشكل والفكرة.
  2. الطريقة الفردية في الأسلوب.
  • عرف "جاكبسون" الأسلوب بأنه: إسقاط محور الاختيار على محور التوزيع. (ص188)
  • الكلمة تتلون على توالي العصور بتغير وسائل الأداء اللغوي وتعميقها.
  • العمل الأدبي يتعدى مرحلة التعبير إلى مرحلة التوصيل (الإثارة والتأثير).
  • الأدب هو الميدان الحقيقي لدراسة الأسلوب.
  • تعتني الأسلوبية بدراسة الانحراف عن النمط المألوف، ولكنها لا تغفل جماليات النسق المألوف وما ينطوي عليه من منبهات تعبيرية.
  • تتمثل حرية القول في تحويل الأصوات إلى كلمات ذات دلالة، وهي حرية مشروطة بحدود اللغة، أي أنها يجب أن تكون مفهومة في إطار النظام اللغوي الذي تنتمي إليه.
  • دعا "سابير" إلى دراسة الشكل مستقلا عن المعنى، لأنه ليس للمعنى ثبات يتيح دراسته كالشكل، رغم أن الفكرة (المعنى) أهم عناصر اللغة عنده. ولكن دعوته لم تنجح لأن الفصل بين الشكل والمضمون يحول دون النفاذ إلى الخواص الحقيقية للنص الأدبي؛ لذا حاول الأسلوبيون المزج بين المقاييس اللغوية والأصول النقدية، وكان هدفهم إعطاء عملهم خاصية منهجية تمكن القارئ من الفهم والتأثر مع الوعي بالغايات الجمالية.
  • يمكن رصد اتجاهات الدراسة الأسلوبية في ثلاث مستويات:
  1. دراسة المنطلقات اللغوية العامة التي لا ترتبط بلغة معينة، ولا بأي ناحية تطبيقية.
  2. الاهتمام بالناحية التطبيقية من خلال لغة معينة.
  3. تتبع إنتاج فرد واحد، وإخضاع لغته للتحليل، وهذا هو الاتجاه السائد في علم الأسلوب.
  • أصبح المنهج الإحصائي أوسع مناهج الأسلوب انتشارا، باعتباره نموذجا للدقة والموضوعية، ويُشكل على هذا المنهج أنه يحيل النص إلى مجرد أرقام ميتة، لأنه يهمل أمرين مهمين:
  1. الأحاسيس المضمرة في الصيغ التعبيرية.
  2. تأثر دلالة النص وما ينطوي عليه من أحاسيس بالمتلقي نفسه.
  • أفضل محاولات الأسلوبية في تحليل النص هي تلك التي اعتمدت على التوصيف اللغوي بكل أسسه الموضوعية، دون إغفال للقيم الجمالية التي تنبع من طبيعة العمل الأدبي.
  • كيف نفهم النص الأدبي (نهاية ص203)

ثالثا: مجال علم الأسلوب:

  • لا تعالج الأسلوبية الظاهرة اللغوية المجردة، بل تتناول الكلام، وهو الحيز المادي الملموس الذي يأخذ أشكالا مختلفة (عبارة، خطاب، رسالة، قصيدة ...)
  • تركيب اللغة ينطوي على جانبين: أحدهما يتصل بالفكر والآخر بالوجدان، والأسلوبية تعنى بالجانب العاطفي في الظاهرة اللغوية.
  • تدرس الأسلوبية الكلام الأدبي باعتباره مجموعة من الجمل لها وحدتها المميزة، وقواعدها، ونحوها، ودلالتها. والأسلوبيون يتعاملون مع الجملة كتعاملهم مع النص؛ لأنها قابلة للوصف على مستوياتها المتعددة من صوتية وتركيبية ودلالية.
  • في جانب التركيب تدرس الأسلوبية: حجم الجملة، وترتيب أجزائها، وترصد الأدوات المساعدة ...
  • في جانب الدلالة يأخذ الاستعمال الاستعاري أهمية خاصة بما ينطوي عليه من قدرة ابتكارية تتجاوز المواضعة المألوفة.
  • علم الأسلوب – كما يقول شابمان – هو الذي يحدد المدى والكيفية التي تتضح من خلالها لغة الشاعر بما فيها من سمات انحرافية، مع ملاحظة كيفية استخدامه للخصائص المتعارف عليها لإحداث تأثير خاص.
  • يمكن تحدد الحقل الذي تعمل فيه الأسلوبية بثلاثة أنماط:
  1. الأسلوب باعتباره انحرافا عن القاعدة (العدول).
  2. الأسلوب باعتباره تواترا أو نوعا من تكرار أنماط لغوية (التكرار).
  3. التكرار باعتباره استغلالا للإمكانات النحوية.
  • يمكن أن نلمح في النص أبعادا ثلاثة: بعدا دلاليا، وبعدا تعبيريا، وبعدا تأثيريا.
  • لا يوجد سياق تعبيري أو نظام لغوي يمكن أن يتساوى مع غيره حرفيا.

رابعًا: نظرية التوصيل:

  • يرى جاكبسون أن كل حدث لغوي يتضمن خمسة عناصر: الرسالة، المرسل، المتلقي، محتوى الرسالة، الكود أو الشفرة.
  • الاتصال هو استجابة أو مسلك يحدث بناء على منبه أو أكثر من المؤثرات الوراثية والبيئية، لتحقيق غرض ما ...
  • سلكت الدراسات الأسلوبية اتجاهات مختلفة، اختلفت في العنصر الذي أولته عنايتها في دراسة النص، فهناك من تمحور حول المبدع، وهناك من اتجه إلى المتلقي، وهناك من ركز على النص ذاته (الرسالة) وسنعرض لأهم أفكار هذه الاتجاهات باختصار:

ð     المبدع:

  • نص بوفون (ص222) = معنى قوله "الأسلوب هو الرجل" أن أسلوب الكاتب هو الكاتبُ نفسه فكرا و وخلقا وشخصية وجوهرا وكيانا.
  • الأديب لا يكون أديبا إلا إذا تفرد بطريقة في التعبير، ثم لا تكون العبارات ذات أسلوب إلا إذا جاءت صورة لصاحبها.
  • "الأسلوب هو أن تتكلم لهجة خاصة وسط اللغة العامة، لهجة فريدة لا يمكن محاكاتها، ومع ذلك فهي لغة الجميع، ولغة فرد واحد" = ومعنى هذا أن في النص جانبين: الجانب الموضوعي الذي يختص باللغة، وهو الذي يجعل عملية الفهم أمرا ممكنا، والجانب الذاتي الذي يتمثل في فكر المؤلف، ويتجلى في استخدامه الخاص للغة، وعلى هذا فالأسلوب سمة شخصية لا يمكن أخذه ولا نقله ولا تعديله.
  • الفحص الباطني للنص يقوم على أساس أن نتاج الأديب صورة لنفسه وتأريخ حياته الباطنية.
  • انتهى "جيلفورد" من تحليل النشاط الإبداعي إلى أنه يعتمد على ثلاثة أنواع من الوظائف النفسية وهي:
  1. الوظائف الخاصة بالإدراك والمعرفة.
  2. الوظائف الإنتاجية، وتقوم على ثلاثة عناصر:

ü    الأصالة التي تتميز بالتجديد.

ü    الطلاقة التي تتمثل في سهولة وسرعة استدعاء الأفكار.

ü    المرونة التي تتمثل في القدرة على التغير أمام المشكلات.

  1. وظيفة التقويم.
  • رغم تأثير مقولة بوفون على الأسلوبية إلا أن الاتجاه العام للأسلوبية كان في كثير من مباحثه يميل إلى التخلي عن الربط المحكم بين النص ومبدعه.

ð     المتلقي:

  • طبيعة المتلقي حاضرة حضورا بينا في العملية الإبداعية (سواء إحساسه اللغوي أو تسلسله الاجتماعي)
  • الأسلوب قوة ضاغطة تسيطر على المتلقي من خلال: الإقناع بوسائله العقلية، والإمتاع بما يتلون به الكلام من المواصفات العاطفية والوجدانية، والإثارة التي تتحكم في مشاعر المتلقي.
  • كلما نبل الشعر ابتعد عن منطلق البعد الواحد = أي تعددت محامله وأبعاده.
  • النص يتكلم كما يريد القارئ، بل إن قيمة النص تتمثل فيما تتيحه للقارئ من محاولة كتابته مرة أخرى.
  • تكرار نفس الخاصية الأسلوبية قد يفقدها تأثيرها.
  • ارتباط النص بمتلقيه عملية مستمرة متجددة بتوالي المتلقين واحدا بعد الآخر، وجيلا بعد جيل.
  • كان للبلاغيين والنقاد القدامى عناية فائقة بالمتلقي (المخاطب).

ð     الرسالة

  • يتمثل ارتباط النص بالمبدع والمتلقي في لحظة الإبداع التي تنتهي بخروج النص إلى الوجود،ومن هنا يمكن عزل النص عن ارتباطاته، والاتجاه إلى دراسته من ناحية الصياغة اللغوية بما لها من خصائص تميزها.
  • رفضت الشكلية الروسية الاستعانة بنتائج العلوم النفسية والاجتماعية والتاريخية، واعتبرتها عاملا معوقا أمام إدراك حقيقة النص.
  • مهمة الأسلوبي هي تجزئة العناصر المكونة للرسالة الإبداعية لتتبع ما حدث بينها من تفاعل حتى اكتسبت هذه الشخصية الخاصة الحيوية الفعالة.

الجزء الثالث

سيضاف قريبا بإذن الله


آخر تحديث
4/22/2011 10:46:16 AM